داعب الرئيس عبد الفتاح السيسي، محافظ البنك المركزي حسن عبد الله، خلال احتفالية "قادرون باختلاف" الُمقامة صباح الأربعاء في مركز المنارة للمؤتمرات الدولية بالقاهرة الجديدة، قائلا: "أول مرة أشوفك تضحك".
جاءت مداعبة السيسي لمحافظ البنك المركزي، بعدما أعلن الرئيس عن استلام البنك المركزي أول دفعة من قيمة الاستثمار المباشر الذي تدفعه دولة الإمارات في مشروع مدينة رأس الحكمة.
وقال السيسي إن البنك المركزي استقبل أمس الدفعة الأولى من أموال صفقة مشروع رأس الحكمة من دولة الإمارات، مشيرًا إلى أن البنك سيستقبل بعد غد الجمعة دفعة أخرى من هذه الأموال.
ووجه السيسي الشكر لدولة الإمارات ورئيسها الشيخ محمد بن زايد على هذه جهود في إتمام صفقة رأس الحكمة، قائلا: "قرار الاستثمار في هذا المشروع جاء من الجانب الإماراتي بسرعة كبيرة، ولا توجد دولة تقوم بدفع 35 مليار دولار في شراكة خلال فترة لا تتجاوز شهرين".
• تفاصيل صفقة رأس الحكمة
وقعت مصر والإمارات، يوم الجمعة الماضي، صفقة تنفيذ مشروع تطوير وتنمية مدينة رأس الحكمة المصرية على الساحل الشمالي الغربي، باستثمارات إماراتية ستصل إلى 150 مليار دولار.
وتعد الصفقة أكبر استثمار مباشر من خلال شراكة استثمارية بين وزارة الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية، ممثلة في هيئة المجتمعات العمرانية الجديدة، وشركة أبو ظبي التنموية القابضة بدولة الامارات العربية المتحدة.
وقال الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، إن الصفقة التي تم إبرامها تتضمن شقين: جزء مالي يتم سداده كمقدم، وجزء آخر عبارة عن حصة من أرباح المشروع طوال فترة تشغيله تخصص للدولة.
وأوضح أن الجزء المالي سيتضمن استثمارا أجنبيا مباشرا يدخل للدولة المصرية في غضون شهرين بإجمالي 35 مليار دولار، تقسم على دفعتين، الأولى خلال أسبوع بإجمالي 15 مليار دولار، والدفعة الثانية بعد شهرين من الدفعة الأولى بإجمالي 20 مليار دولار.
وأشار رئيس الوزراء أن الدفعة الأولى المتضمنة 15 مليار دولار، ستكون مقسمة إلى 10 مليارات دولار تأتي سيولة من الخارج مباشرة، بالإضافة إلى تنازل دولة الإمارات عن 5 مليارات دولار جزء من ودائعها الموجودة بالبنك المركزي المصري.
ونوه بأن سيتم تحويل قيمة الوديعة من دولار إلى جنيه مصري حتى يتم استخدامها من قبل شركة أبوظبي التنموية وشركة المشروع في إنشاء المشروع.
وأضاف مدبولي أنه يعقُب ذلك بشهرين دخول 20 مليار دولار، عبارة عن 14 مليار دولار تأتي سيولة مباشرة، بالإضافة إلى الجزء المتبقي من ودائع الإمارات لدى البنك المركزي المصري والذي يمثل 6 مليارات دولار.
وذكر أنه بهذا سيكون هناك 24 مليار دولار سيولة مباشرة، بالإضافة إلى 11 مليار دولار كودائع سيتم تحويلها بالجنيه المصري، لاستخدامها في تنمية المشروع.
وعن أرباح مصر في المشروع، قال رئيس الوزراء إنه "سيكون للدولة المصرية 35% من أرباح المشروع، وهذا جزء فني تم عرضه بمنتهى الوضوح في الاتفاق طبقًا لشروط والتزامات محددة".